الخميس، 25 أكتوبر 2012

معاً للنقد من أجل النقد

يُعَرف لسان العرب النقد على أنه تمييز الدراهم و إخراج الزيف منها. يعني أن النقد هو عملية تهدف في المقام الأخير إلى التفريق بين الدراهم الحقيقية و المزيفة. هذا في ما يتعلق بالجانب اللغوي للكلمة، أما من الجانب العلمي و الأدبي فإن مصطلح النقد يعني تحليل النص أو الفكرة بهدف التقييم. فنقد الشيوعية مثلا يعني عرض فكرة الشيوعية ثم تحليلها و بالتالي إيجاد مميزاتها و عيوبها. هذا يعني ان النقد ليس سوى وضع الشئ تحت المجهر و التدقيق فيه ثم الحكم عليه.

يهذا يتبين أننا نقوم بالنقد بشكل اعتيادي في حياتنا اليومية و إن لم نسميه نقدا. عند اختيارنا للمطعم مثلا، فإننا نقوم بتمييز المطاعم و استبعاد الغير ملائم منها و اختيار الأفضل منها بناءً على أولوياتنا. عملية النقد هذه قد تشوبها بعض الشوائب التي قد تمنعنا  من اختيار الأفضل. أحد هذه الشوائب هو نقص المعلومات فالشخص الذي تنقصه المعلومة لن يكون نقده دقيقا. في مسألة المطعم، لو كنا مثلا نريد مطعما يقدم صنفا معينا من الأطعمة و لكننا لا نعلم بأنه يوجد مطعم يقدم هذا الصنف في مدينتنا فإن ذلك سيجبرنا على الذهاب لمدينة أخرى. بالتالي فإن عملية النقد لم تقم بوظيفتها على أكمل وجه بسبب نقص المعلومة. تضارب المصالح أيضا قد يؤثر على عملية النقد. لو كان أحد الحاضرين يمتلك مطعما ما فإنه قد يحاول التأثير على البقية للذهاب إلى مطعمه الذي قد لا يحقق بالضرورة أولويات الحاضرين.

هذه نقطة مهمة فهي تبين بأن عملية النقد يجب أن تكون لهدف الوصول للأفضل و أن أي هدف غير ذلك يجعلها عملية عبثية ترقيعية. أي أن النقد حتى يكون ناجحا عليه أن يكول لأجل النقد ذاته و ليس لأجل تلميع فكرة مسبقة أو تبرير فعلٍ تم العزم على فعله من قبل. لذلك فإني و بكل ثقة أقول نعم للنقد من أجل النقد و لا للنقد الترقيعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق