الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

تجربة المشاركة في بطولة تكن 7 في الخبر

GAME IS NOT OVER” كانت هذه العبارة مكتوبة على جهاز طباعة إيصالات الدفع للمشاركة في بطولة تكن 7 في مقهى الألعاب بالخبر Versus، علمت فيما بعد بأن هذه العبارة تمثل الشعار الذي تبناه المقهى. كنت قد زرت المكان قبل شهر و نيف و لم يكن قد مضى على افتتاحه حينها أكثر من 3 أسابيع، على الرغم من انبهاري بالمكان و ترتيبه إلا أنه اذا ما استثنينا الموظفين الثلاثة فإنه لم يكن هناك في ذلك الوقت سوى 4 أشخاص في المكان، صارحني في ذلك اليومالشاب علاء كانو-و هو أحد الشركاء في تأسيس المكان- بأنه يطمح بأن يكون المقهى بمثابة النادي الذي يجمع محبي ألعاب القتال في المنطقة لسقل مهاراتهم ، وبأنه يأمل في تنظيم بطولات لألعاب مختلفة بشكل أسبوعي.
المشهد في هذه الليلة كان مختلفاً تماماً، المكان الذي كان هادئاً أصبح يضج بالزبائن الذين أتوا إما للمشاركة في البطولة أو لتشجيع أصدقائهم الذين اشتركوا. فبالإضافة للاعبين الذين سجلوا في البطولة عن طريق التسجيل الإلكتروني كان هناك كما بدا لي- آخرون أتوا للتسجيل المباشر في المحل نفسه. في نهاية المطاف كان هناك 47 متنافساً على ال1500 ريال التي تمثل مجموع الجوائز للبطولة.
جرت عملية التسجيل بسلاسة و أعطاني المحاسب إيصال الدفع و قد كتب عليه "اللاعب رقم 10"، نظرت إلى الساعة فكانت الخامسة و الربع، و بحسب الإعلان فإن التسجيل ينتهي في الخامسة و نصف لتبدأ البطولة في السادسة. تجولت في المكان و بدأت أراقب اللاعبين الذي أتوا قبلي و قد توزعوا على الأجهزة الخمسة و بدأوا في الإحماء للبطولة. رأيت أحد اللاعبين ينفذ كمبوات أكوما بإتقان فأسررت في نفسي "أتمنى أن لا يرميني الحظ في قبضتك". بشكل واقعي لم أكن أطمح في الفوز بالبطولة و لا حتى الوصول للمراكز المتقدمة، كنت أعلم يقيناً بأنني لست لاعباً جيداً لكنني على الأقل أفهم أساسيات اللعبة. كنت قد أخبرت أصحابي بأن هدفي من المشاركة هو الفوز في مباراة واحدة.
بعد عشر دقائق من الانتظار أتى أحد المنظمين و دعى اللاعبين الذين كانوا يقومون بعملية الإحماء للانتقال إلى جهاز آخر. و عندما سألوه عن السبب أخبرهم بأن البث على موقع Twitch قد ابتدأ و بأنالمنظمين يريدون أن يشغلوا البث حتى حين ابتداء البطولة. لم يكن أحد من اللاعبين متحمساً للفكرة و ظل صاحبنا يلح في السؤال " أقسم أن الجهاز لا يعض يا إخوان" من دون طائل. أشفقت على الرجل و قلتفي نفسي بأن هذه فرصة للإحماء فأنا لم ألعب اللعبة منذ ثلاثةأسابيع و تبرعت للمشاركة، ما إن جلست على الكرسي حتى تحمس لاعب آخر و انضم لي على البث المباشر. 
كانت قوانين البطولة تنص على أن يحضر كل لاعب عصا التحكم الخاصة به، لست ضليعا في ألعاب القتال و لم أمتلك أي لوحة تحكم خاصة و لم أكن أفهم السبب الذي يدفع بالاعبين المحترفين الذين أراهم في اليوتيوب لاستخدام مثل هذه اللوح، لكن إذا كان الكثير من المحترفين يستخدمونها فإنه يتحتم أن يكون هناك فائدة غابت عني. أحضرت معي عصا بلاي ستيشين 4 عادية، و حينما هممت بتعريفها على البلايستيشن وجدت بأن صاحبي الذي جلس بجوارييمتلك إحدى تلك اللوح الغريبة.
صافحت محمد أعتذر إذا تذكرت اسمك بشكل خاطئ- و تمنيت له حظاً موفقاً. اخترت الشخصية الوحيدة التي ألعب بها (باولو اختارهو (شاويو)، و بينما كنا ننتظر بدأ المباراة مازحني بالقول "معروف أن باول شخصية غشاشة". ابتدأت المباراة بقوة و هاجمته بدون هوادة حتى حكرته عند الجدار و أجهزت عليه و انتهت الجولة بسرعة. تكررت العملية في الجولة التالية، لم يكن محمد يغضب وكان يتقبلالخسارة بروح مرحة و كان يذكرني بعد كل جولة بأن (باول) شخصية غشاشة و بأنه علي أن أخجل من اختياري له.
ارتفعت ثقتي بنفسي و فكرت بأنه ربما أستطيع الفوز بأكثر من مباراة، لعبنا لوقت لطويل واستطاع أن يستلب مني بضع مباريات في نهاية المطاف. سألت محمد إن كان مرتادي المكان فأخبرني بأنه يزورVersus ثلاث مرات في الأسبوع ولكنه لا يقتصر على لعب تكن، فهو يستمتع بلعب أوفروتش و مورتال كومبات كما أنه يشارك في ألعاب الطاولة التي تقام في المكان. بعد مدة نظرت للساعة فإذا هي السادسة مساءً، استأذنت من محمد و تركته. نظرت من حولي فرأيت أن مبارياتي مع محمد كانت تعرض على الشاشتين الضخمتين في المكان عن طريق البروجيكتور.
لسببٍ ما تأخر ابتداء البطولة إلى ما يقارب الساعة السابعة و نظراًللإقبال الكثيف على البطولة كانت تجرى المباريات بشكل متاوزٍ على 6أجهزة، و يتم اختيار إحدى المباريات ليتم عرضها على البث. لم تكن عملية إعلام اللاعبين بحلول وقت مباراتهم تجري بشكل بسلس، كان علاء يجوب المكان و هو ينادي بأسماء اللاعبين المشاركين، و لم تكن تلك بالمهمة السهلة نظراً للإزعاج في المكان. وبما أن اللاعبين كانوا يستخدمون أسماءً مستعارة فإن علاء كان يواجه تحدياً آخر في قراءة الاسماء. بسبب كثرة المشاركين و محدودية الأجهزة المخصصة للبطولة، لم يحالفني الحظ للمشاركة في أي من المباريات الستة التي أقيمت وكان علي أن أنتظر حلول دوري بعد انتهاء هذه المباريات.
واصلت الانتظار حتى الساعة السابعة و نصف عندما تم النداء باسمي، توجهت نحو الجهاز المخصص لمباراتي. سألني خصمي إن كان لدي أي اعتراض على اختياره للجهة لليسرى فقلت له إن الأمر سيان بالنسبة إلي. بمجرد ابتداء المعركة بدا واضحاً لي أن هناك تأخير في الاستجابة lag ، لا أعلم إن كان السبب هو البلايستيشن أم الشاشة أو عصا التحكم الخاص بي، لكن الجلي بالنسبة لي هو وجود تأخير في الاستجابة وهو ما أزعجني بعض الشيئ. فزت في المباراة الأولى و لكن نظام البطولة يحتم عليك الفوز في مباراتين  لتعتبر الفائز. دخلنا المباراة الثانية بنفس اللاعبين أنا ب (باول) الغشاش و خصمي ب (جين)، قبل ابتداء المباراة الثانية أخبرته بأنه هناك مشكلة ما تسبب تأخيرا في الاستجابة لكنه لم يشاركني رأيه في الموضوع، خمنت أنه ربما لم يلاحظ التأخير أو أن التأخير لم يمسه، على أية حال استكملنا المباراة الثانية و هزمته بشكل مقنع، تنفست الصعداء عندها فبهذا الفوز أكون قد حققت انتصاراً واحداً لكن شيئاً بداخلي لم يكن راضياً فكنت أشعر بأنني كنت محظوظاً و لم أحض بخصم قوي، لكن في النهاية يظل الانتصار انتصاراً.
بينما كنت في انتظار مباراتي القادمة صادفت صديقي محمد الذي أجريت معه الإحماء في البداية، سألته عن وضعه فقال إنه فاز في مباراته لكنها كانت صعبة، فبالإضافة لخسارته المباراة الأولى كان خصمه قد جلب معه مجموعة من المشجعين الذين كانوا ينالون منه و يشدون من عزيمة صاحبهم، لكنه على الرغم من ذلك فقد تمكن من الفوز في المباراتين التاليتين ليحقق انتصاره الأول. 
و بالحديث عن المشجعين يبدوا أن عدداً كبيراً من المشاركين كانوا قد أتوا إلى البطولة بشكل جماعيلاحظت وجود جماعة كبيرة متحزبة في إحدى أركان المكان قوامها أكثر من 15 شخصاً ولا أحسبهم جميعا أتوا للمشاركة، هذا يعني بأن هناك من تجشم عناء الطريق إما ليشجع أصدقائه أو فقط بغية الاستمتاع بمشاهدة بعض المباريات على الشاشة العملاقة وسط الجمهور. وجدت لنفسي مكاناً على إحدى الكنبات الموجودة في المكان و انضممت لمجموعة المتفرجين، كان الجو مفعما بالحماس و الجمهور يتفاعل مع كل ريج آرت Rage Art كما لو كانت نهائي كأس العالم.
لم يدم انتظاري طويلاً و تم استدعائي لمباراتي الثانية بعد وقت قصير من جلوسي، وجهني علاء للجهاز الذي يستخدم للبث المباشر على تويتش، استبشرت بذلك لأني لم أواجه أي تأخير في الاستجابة عندما استخدمت هذا الجهاز وقت الإحماء، لكن هذه السعادة لم تدم عندما رأيت اختيار منافسي لشخصيته (كوما). توجست لمجرد رؤيتي لكوما فلم يسبق لي أن لعبت ضد كوما و لا أمتلك أدنى فكره عما يستطيع فعله، حاولت الابتعاد عن التفكير في شخصيته و التركيز على شخصيتي، كل ما علي فعله هو مواصلة الضغط و لن يتمكن حينها من لعب شخصيته.
بدأت الجولة الأولى كما في الخطة و تمكنت من الإيقاع بالدب و تنفيذ كمبويين حسمتا الجولة لصالحي، حسناً كل شئ يجري بشكل جيد حتى الآن، أحتاج للمواصلة على هذا المنهاج و سيكون الفوز من نصيبي. لا أعلم إن كان خصمي يحاول قراءة أسلوبي في الجولة الأولى أو أنه لم يكن في أوج تركيزه لكن ما أعلمه هو بأن الذي تبع تلك الجولة كان أقل ما يمكن وصفه به هو مجزرة اختتمت بجولة مثالية Perfect، نعم عزيزي القارئ كانت مجزرة تم فيها ذبح باولالغشاش و سلخه أمام الجمهور.
صافحت خصمي و رجعت لمكاني على الكنبة بين الجمهور بعد الهزيمة المذلة، كنت منزعجاً من أدائي في المباراة، كانت تحركاتي بطيئة و مكررة، و بعد أن خسرت جولتين، تسلل الخوف إلي وتوقفت عن الهجوم و أصبحت ألعب بشكل دفاعي مما أعطى خصمي الحرية التامة في الضغط علي. كنت أنظر إليه و أعلم ما يتوجب عليه فعله لكنني بدلاً من استغلال الفرص كنت أقف في مكاني منتظرا لكمته التالية. لاشك بأن خصمي كان متمكناً من اللعبة أكثر مني لكنني كان بإمكاني أن أقدم عرضاً أفضل لو أنني حافظت على هدوئي و لعبت كما ألعب في العادة. هذه الخسارة لا تعني خروجي من البطولة فكل لاعب يمتلك فرصتين لنيل اللقب.
في أثناء جلوسي، سألني الشخص الذي بجواري إن كنت من المشاركين في البطولة، أخبرته بأن مباراتي للتو عرضت على الشاشة التي أمامه، قاطعني بحماس "أنت باول اللي تسطر؟".
عرف الرجل بنفسه بأنه عبد الله -أيضا أعتذر إن تذكرت اسمك بشكل خاطئ- و هو أخ لأحد مؤسسين المكان و بأنه لا يلعب تكن و إنما جاء للاستمتاع بالجو و المباريات. سألني عن رأيي بالحدث فأجبته بأن الجو و المكان رائعين و بالرغم من وجود بعض الأمور التنظيمية التي يمكن تطويرها، إلا أن ذلك أمر يمكن تفهمه نظراً لعدم تواجد خبرة كبيرة في تنظيم مثل هذه البطولات في المنطقة. تحدثنا مطولاً عن تعطش اللاعب السعودي لمثل هذه البطولات و بأنه و بسبب البنية التحتية للانترنت فإن اللاعب السعودي يجد صعوبة في تطوير مهاراته اونلاين، فتصبح مثل هذه التجمعات هي المتنفس الوحيد له. أخبرني أيضا بأن المكان كان قد أجرى بعض البطولات في السابق لكن هذه البطولة كانت الأكبر على مستوى الإقبال و بأنها المرة الأولى التي يتم فيها بث المباريات بتعليق عربي.
تم النداء باسمي و توجهت للجهاز مع خصمي، لحسن الحظ لم يتم اختيار مباراتنا لتعرض أمام الجمهور. لم أكن مستعداً للمزيد من الفضائح. اختار خصمي (كنج)، مع أن كنج يمتلك بعض الكمبواتالمزعجة إلا أنها كانت مألوفة لدي. ابتدأت الجولة الأولى و فزتبسهولة، في خضم الجولة الثانية تمت مقاطعة المباراة من قبل شخص كان يحاول الدخول على الجهاز عن طريق عصا التحكم اللاسلكية الخصة به، و كانت هذه إحدى التحديات الكبيرة التي واجهت المنظمين. على الرغم من أن تعليمات البطولة نصت على أنه يتوجب على كل لاعب أن يقوم بفصل عصا التحكم الخاصة به من الجهاز فور فروغه من المباراة، إلا أن الكثير من اللاعبين كان ينسى القيام بهذا العمل مما يتسبب في عرقلة المباريات اللاحقة على نفس الجهاز في حال تم تشغيل هذه العصا بشكل عفوي.
انتظرنا بعض الوقت حتى أدرك الشخص المعني بالعصا خطأه و قامبعملية فصل عصاه من الجهاز، و بما أنه لم يكن بوسعنا إيقاف المباراة فلم يتبق من وقت الجولة إلا ثوانٍ معدودة، كانت نقاط حياتيحينها أقل من خصمي. استغل خصمي هذه الفرصة و ولى هاربا حتى نهاية الجولة ليربحها. كنت واثقاً من قدرتي على الفوز و لم أشأ أن أعترض على الذي جرى و أكملت المباراة. في النهاية تمكنت من تحقيق انتصاري الثاني بدون صعوبة. 
فور انتهائي من المباراة هنأني رفيق الإحماء محمد على الفوز، سألته عن وضعه في البطولة فقال بأنه خسر مباراته الثانية و هو في انتظار مباراته القادمة. تحدثنا عن البطولة و صارحني بانذهاله بمستوى اللاعبين المشاركين " كنت أحسب بأنه كانت لدي فرصة في الفوز، لكن من الواضح أنه يجب علي أن أتدرب أكثر حتى أصل للمستوى المنشود". و بينما كنا نتحدث دعاني عبد الله للمشاركة في لعبة طاولة، اعتذرت عن المشاركة بسبب ارتباطي بالبطولة فلا أعلم موعد مباراتي القادمة لكنني وعدته بالمشاركة مستقبلاً.
كان عدد اللاعبين قد تقلص الآن و لم يدم انتظاري طويلا قبل حلول وقت مباراتي. دخلت المباراة ضد (هيهاتشيو تمكن خصمي من الفوز في المباراة الأولى 1-3، دخلت المباراة الثانية و كلي عزيمة فيالفوز، استطعت أن أجد نمطاً في لعبه، افتتاحية بركلة سفلية لإسقاطي متبوعة بكمبو، إنه يحب أن يبتدأ بهذه الركلة إذا كانتالمسافة بيننا كبيرة. تمكنت من استغلال هذه النقطة و استلبت منه جولتين. النتيجة الآن 2-2، يتحتم علي الفوز بهذه الجولة إذا ما أردت أن أدفع المباراة للمباراة الفاصلة، كانت الجولة حامية و تخللها أخطاء من الطرفين، ابتعدت عن خصمي و أتى مسرعاً، علمت أن لحظتي قد حانت لصد ركلته السفلية و الشروع بهجوم مضاد لإنهاء المباراة، ها هو يتقدم... النمط ذاته ... التجهيز للركلة ... انحنيت لصد ركلته في اللحظة الأخيرة .... الركلة ..... الركلة كانت للأعلى، الركلة التي أخرجتني من البطولة.
خصمي كان ذكياً أيضاً، طوال المباراة كان يوجه الركلة للأسفل ليطبع هذه الفكرة في رأسي، لكن في اللحظة الحاسمة و عندما وجد بأنه قد ولد هذا الانطباع لدي، وجه الركلة للأعلى.
هنأت خصمي و تمنيت له حظاً موفقاً، على الرغم من خروجي من البطولة إلا أنني كنت راضياً عن أدائي في هذه المباراة. لا أعلم إن كانت ستتاح لي فرصة للعب مرة أخرى مع Get_Lostt لكنني أتمنى ذلك فعلاً.
كنت أتمنى لو كان بمقدوري الجلوس و انتظار نهاية البطولة، لكنه كان يتوجب علي أن أذهب لمكان آخر، بحثت عن محمد لأسأله عن وضعه فرأيته منهمكا في لعبة الطاولة برفقة مجموعة من الشباب من ضمنهم عبد الله، علمت حينها بأنه أيضاً قد خرج من البطولة لكن الخروج من البطولة لا يعني توقف اللعب .... GAME IS NOT OVER