الأربعاء، 17 يونيو 2015

جحجاح ٢.٠

سبحان من يحيي العظام و هي رميم. ها هي ذي مدونة جحجاح تعود لتبصر النور مرة أخرى. ولو أردنا الدقة فإن المدونة لم تمت بادئ الأمر و إن بدى عليها الموت ظاهريا. نعم عزيزي القارئ، خلف هذا الوجه الشاحب للمدونة تكمن عشرات المسودات من أنصاف الجمل و العناوين اليتيمة، أفكار موءودة و حروف مبتورة أواريها جميعا بستار "المشاغل" فتظل ساكنة مترقبة و هي ترمق زر "مشاركة" آملة أن ترى بذلك النور..
الواقع يا عزيزي القارئ أنا مدين باعتذار، ليس لك بالتأكيد فأنت حتى لم تتكلف عناء عيادة مدونتي، بل لتلك المسودات التي أطعمتها آمال الأوهام و أسقيتها الكذب و الخذلان، نعم أنا أدين لها باعتذار لكذبي عليها و لكذبي على نفسي.
عندما شرعت في هذه المدونة، كنت أدعي محقاً بأنني أكتب لنفسي، بالطبع اذا كان الهدف هو الكتابة الشخصية فما الطائل من النشر على الانترنت؟ كنت قد بينت في افتتاحية المدونة بأن السبب من وراء النشر هو حثي على تحري الجودة في الكتابة
لكنني أضحيت في كل مرة اشرع فيها بالكتابة أفكر في ردة فعل فلان على هذه الجملة، مدى رضا علان عن هذا الموضوع، ماذا لو كانت هذه النقطة غير دقيقة؟ ماذا لو بانت عيوبك؟ هل تريد حقا بان تنشر جهلك للعالم؟ هذه التساؤلات ليست سيئة بالضرورة و لكنها تصبح كذلك عندما ألح فيها. لن اعرف ردة فعل فلان الا اذا نشرت المقال، لن اعرف نواقص المقال الا عندما يقرأه أحدهم و يبين لي ذلك شاكرا. لكني ظللت أفكر و أفكر، أي أنني لم أكن أكتب لنفسي اطلاقا، بل كنت أكتب لغيري.
ماذا يعني كل هذا؟
لنبدأ بالذي (لا) يعنيه، هذا لا يعني بأني سأكتب مدونة كل أسبوع أو بشكل دوري مجدول. و لا يعني بأني سأنشر كل مسوداتي
بل يعني أنني سأرجع للهدف الأساسي للمدونة، و هو خوض تجربة الكتابة. و يعني بأنني سأحاول أن أتحاشى الدخول في دوامة الاسئلة الافتراضية و الكتابة لي لا لغيري.